عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((لا تكون تقياً حتى تكون عالماً)) رواهُ أبو نُعيم في الحلية (1/213) وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله (2/7). وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ((ليس يتّقي من لا يدري ما يتّقي)) رواهُ الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1065).
وقد فسّر طلق بن حبيب رحمه الله التقوى بأنّها ((العمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ...)) أبو نعيم في الحلية (3/64).
وهذا النّور هو العلمُ.
وقولهُ: ((منَ الله)) يدلُّ على أنّ العلم هو ما كان من الوحيين: الكتاب والسنّة. فلا يكون الرجلُ تقيّاً حتى يكون عالماً بالكتاب والسنّة. وكلّما نقص علمه بهما نقصت تقواهُ لربّه جلّ وعلا. ولذلك قال الله تعالى: ((إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)) فحصر سبحانه الخشية الكاملة له في العلماء.